کد مطلب:306517 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:260

بنت تقتل، و ام تصرخ


كیف كان اباؤكنّ؟!

انهم اقسی علیكنّ مما تصورهُ القسوة نفسها، انه غضبان ثائر یفور غیضه، لماذا؟!لقد ولدت زوجته بنتاً فتستعر نفسه شراً و حقداً نحو ولیدته.

.. ثم یشهر سیفه فوق رقبة صغیرته و هی ما تزال ملتقمة لثدی اُمها فیقطع منها الانفاس.

ثم تری الام المسكینة تقع علی ابنتها ذلیلة تصرخ: ایها القدر المشؤوم لماذا خطفت منی صغیرتی.

وها هی كاظمة غیظها الیائس، فلا حول و لا قوة لها، بل انها ترتجف خوفاً من ان یوقعها الزوج صریعة جنب ابنتها اذا تفوهت ببنت شفة.

.. فما اسعد الامهات اللواتی یسبقنّ اولادهنّ الی القبور.

.. و من ثم یخرج الاب المشوه الروح، تعلو قسمات وجهه ابتسامة ساخرة، بینما كانت الغضون التی تتكون حول فمه، تكشف بمزید من الوضوح عن شی ء فظ... انه یشعر بهیجان و فرح، انه یحس بنشوة الانتصار.

.. فلا احد یُدنس اسمه بعد الیوم فی المجتمع، الذی كان یعیشه العرب قبیل الاسلام.

.. فهو الیوم شامخ بأنفه كالذی صرع بطلاً فی ساحات القتال.

سیدتی یا زهراء، با منقذة هذه الكائنة المظلومة، فالموت آلی إلّا أن یكتب احرفه السوداء علی جبین كل انثی ولدت عصر ذلك الزمان.

فلو سألتینی یا مولاتی و انت اعلم بذلك، لمَ كل هذا الظلم، الوأد، اهوَ لقبح شكلها؟ ام لعاهةٍ ما فیها؟.

... كلا؛ فهی مخلوقة رقیقة، تلم بصفات الجمال و الاناقة... و هی مع ذلك


مفعمة بمعانی الوفاء والاخلاص والحب.

وها هو التاریخ یسرد لنا اكثر من قصة و حكایة نظنها فی نفس الوقت اسطورة رسمت مجراها وقت ما، یسأم الاحبة والاصدقاء.

لكنها فی الحقیقة حدثت فی زمن الجاهلیة العمیاء... عندما تهاوت رؤوس الصغیرات بین احضان امهاتهن... فامتلأت حناجرهن آهات و تنهدات... حتی انطلقت اصواتهن من اعماق القلوب و هن ینشجن لحناً متحشرجاً قد اَلفناه.

لحناً حزیناً رَبت قلوبهنّ علیه.

.. عودی الیّ یا ابنتی فحسبیَّ منك ان اراك بجنبی لاُقبلك قبلة الوداع.

بلی: لقد مثل الأب دوره.